المعيار (8) الدولي للمحاسبة: السياسات المحاسبية، والتغيرات في التقديرات المحاسبية، والأخطاء

موضوع المعيار (IAS 8)

معيار المحاسبة الدولي رقم 8 بيحدد 3 عناصر أساسية لازم أي شركة تراعيها عند إعداد قوائمها المالية:

السياسات المحاسبية (Accounting Policies): الطرق والقواعد اللي الشركة تختارها لتسجيل وعرض العمليات المالية في القوائم.
التغييرات في التقديرات المحاسبية (Changes in Accounting Estimates): أي تعديل في قيم أصول أو التزامات أو مصروفات نتيجة ظهور معلومات جديدة تؤثر على التقديرات السابقة.
تصحيح الأخطاء في الفترات السابقة (Prior Period Errors): أي أخطاء مالية أو محاسبية حصلت في القوائم المالية للسنوات السابقة، سواء بسبب حساب خاطئ أو تطبيق غير صحيح للسياسة المحاسبية أو إغفال معلومات مهمة.

معيار المحاسبة الدولي رقم 8

🎯 هدف المعيار:

الغرض من IAS 8 هو ضمان إن القوائم المالية اللي بتصدرها الشركة تكون:

مفيدة وملائمة: توفر معلومات تساعد المستخدمين في اتخاذ قراراتهم المالية بثقة.
دقيقة وموثوقة: تعكس الواقع المالي للشركة بشكل صادق وشفاف.
قابلة للمقارنة: تمكن المستثمرين والمستخدمين من مقارنة أداء الشركة عبر فترات زمنية مختلفة، أو حتى مقارنة الشركة بشركات تانية في نفس القطاع.

بهذه الطريقة، المعيار بيضمن إن المعلومات المالية مش بس أرقام على ورق، لكن أداة عملية لاتخاذ قرارات مالية سليمة.

📌 السياسات المحاسبية (Accounting Policies)

التعريف: هي القواعد والأساليب اللي تختارها الشركة لتسجيل العمليات المالية وعرضها في القوائم المالية بطريقة منظمة ومتسقة.

باختصار، السياسة المحاسبية هي الطريقة اللي الشركة بتلتزم بيها عشان تعكس نشاطها المالي بشكل واضح وموثوق.

السياسات المحاسبية

🔹 مثال عملي:

شركة ممكن تختار طريقة الوارد أولًا صادر أولًا (FIFO) أو طريقة المتوسط المرجح (Weighted Average) لتقييم المخزون.

طرق تسجيل الإيرادات: شركة تختار تسجيل الإيرادات عند إتمام عملية التسليم، بينما شركة تانية تسجل الإيراد عند توقيع العقد مع العميل.
تقييم الأصول: اختيار طريقة القيمة العادلة (Fair Value) أو التكلفة التاريخية (Historical Cost) للأصول المالية أو العقارية.
حساب الإهلاك: بالإضافة للطرق السابقة، بعض الشركات تختار طريقة الوحدات المنتجة (Units of Production) للأصول التي تعتمد على الإنتاج الفعلي، شركة تانية ممكن تختار طريقة القسط الثابت أو القسط المتناقص لحساب الإهلاك السنوي للأصول.
المخصصات: الشركة ممكن تختار سياسات مختلفة لتقدير مخصصات الديون المشكوك في تحصيلها أو مخصص المخزون التالف، بحيث تعكس توقعات إدارة الشركة.
المصروفات المؤجلة: طريقة التعامل مع المصروفات المدفوعة مقدمًا، زي التأمين أو الإيجارات، هل تُوزع على مدة العقد بالكامل أم تُسجل دفعة واحدة.

في كل الحالات، السياسة المحاسبية هي الأسلوب اللي الشركة قررت الالتزام به عند تسجيل العمليات المالية وعرضها في القوائم، وده بيضمن ثبات وتناسق المعلومات عبر الفترات المختلفة.

مما يسهل على المستثمرين والمستخدمين فهم وتحليل أداء الشركة بشكل دقيق.

📌 التغير في التقدير المحاسبي (Change in Accounting Estimate)

التعريف: هو أي تعديل في قيمة أصل أو التزام أو مصروف دوري يحدث نتيجة ظهور معلومات أو بيانات جديدة تؤثر على التقديرات السابقة.

بمعنى آخر، التقديرات المحاسبية ليست ثابتة دائمًا؛ بل تتغير كلما ظهرت بيانات أو ظروف جديدة تساعد الشركة على تقديم صورة أكثر دقة عن المستقبل المالي.

التغير في التقدير المحاسبي

🔹 مثال عملي:

الأصول الثابتة: شركة عندها مبنى تقدر عمره الإنتاجي بـ 20 سنة، بعد مرور 5 سنوات اكتشفت إنه يحتاج صيانة إضافية وتقدّر العمر الإنتاجي المتبقي بـ 18 سنة ⇒ الإهلاك السنوي الجديد يتغير من الفترة الحالية فصاعدًا.
المخزون: الشركة قدرت خسارة 2% من المخزون بسبب التلف أو انتهاء الصلاحية، وبعد دراسة جديدة قررت تعديل النسبة إلى 3% ⇒ المصروف المتوقع يتغير.
الذمم المدينة: شركة قدرت إن 10% من العملاء قد يتأخروا في الدفع، لكن بعد ظهور ظروف اقتصادية صعبة قررت تعديل النسبة إلى 15% ⇒ المخصص للمخصصات الائتمانية يتغير.
الالتزامات المستقبلية: الشركة قدرت تكلفة إزالة أو التخلص من معدات بعد انتهاء استخدامها بـ 50 ألف، وبعد مراجعة فنية تبين أنها هتكون 60 ألف ⇒ المصروف المستقبلي يتغير.
المصروفات الدورية: توقعات الشركة لتكاليف صيانة المعدات السنوية كانت 20 ألف، وبعد مراجعة أسعار السوق اتضح إنها هتزيد إلى 25 ألف ⇒ المصروف يتعدل للفترة الحالية والمستقبلية.

💡 ملحوظة مهمة: التغير في التقديرات بيتطبق من الفترة الحالية والمستقبلية فقط (مش بنرجع نصحح الماضي).

📌 الأخطاء في الفترات السابقة (Prior Period Errors)

التعريف: هي الأخطاء اللي حصلت في القوائم المالية للسنة أو الفترة السابقة نتيجة أحد الأسباب التالية:

خطأ حسابي: زي خطأ في الجمع أو الطرح أو تسجيل العمليات.
تطبيق خاطئ للسياسة المحاسبية: استخدام أسلوب محاسبي غير صحيح.
سوء فهم أو إهمال معلومات كانت متاحة: عدم تسجيل بيانات مهمة معروفة وقت إعداد القوائم.
تزوير عمدي: محاولة تعديل الأرقام لإظهار أرباح أو نتائج غير حقيقية.

في كل الحالات، هذه الأخطاء لازم تتصحح لضمان دقة وموثوقية القوائم المالية الحالية والمستقبلية.

الأخطاء في الفترات السابقة

🔹 أمثلة عملية:

الشركة نسيت تسجل فاتورة كبيرة لمصاريف السنة الماضية ⇒ لازم نصحح القوائم ونبينها.
الشركة حسبت الإهلاك غلط بسبب خطأ رياضي في العملية الحسابية ⇒ لازم نصححه.
تزوير عمدًا علشان يبان الأرباح أكبر ⇒ ده برضه خطأ ولازم يتصحح.
الشركة نسيت تسجيل مستحقات ضريبية عن السنة الماضية ⇒ لازم تصحح القوائم المالية عشان تعكس الالتزامات الحقيقية.
تسجيل مبيعات أو إيرادات مرتفعة عن طريق الخطأ بسبب خطأ إدخال البيانات ⇒ يتطلب تعديل القوائم السابقة.
الشركة أخطأت في احتساب المخزون النهائي للسنة الماضية ⇒ لازم إعادة تصحيح القوائم لضمان دقة الأصول.
مصروفات فوائد أو قروض لم تُسجل في الفترة السابقة ⇒ ده يؤثر على صافي الربح، وبالتالي لازم تصحيح.
تسجيل أصول أو معدات بقيمة أكبر من قيمتها الحقيقية نتيجة خطأ أو سوء تقدير ⇒ تعديل القوائم ضروري لتعكس الوضع الفعلي.

💡 القاعدة: الأخطاء الجوهرية لازم تتصحح بأثر رجعي (Restatement)، يعني نعيد عرض القوائم القديمة وكأن الغلط ماحصلش.

📌 الحذف أو العرض الخاطئ الجوهري (Material Omissions or Misstatements)

التعريف: لو الشركة حذفت معلومة مهمة أو عرضتها بطريقة خاطئة، بحيث يكون لذلك تأثير كبير على قرارات المستثمرين أو مستخدمي القوائم المالية، فإن ذلك يُعتبر خطأ جوهري.

بمعنى آخر، أي نقص أو خطأ في عرض المعلومات الأساسية اللي ممكن يغير طريقة تقييم الشركة أو اتخاذ القرارات المالية يجب التعرف عليه وتصحيحه.

الحذف او العرض الخاطئ الجوهري

🔹 مثال عملي:

شركة عندها دعوى قضائية كبيرة ممكن تكلفها 50 مليون وما أعلنتش عنها ⇒ حذف جوهري.
شركة عرضت أرباح بـ 10 مليون لكن نسيت تسجل مصروفات 4 مليون ⇒ عرض خاطئ جوهري.
شركة عندها مستحقات ضريبية كبيرة ولم تُدرجها في القوائم المالية ⇒ ده يعتبر حذف جوهري لأنه يؤثر على التوقعات المالية للمستثمرين.
شركة أعلنت عن أرباح مرتفعة لكنها نسيت تسجيل خسائر ناتجة عن خسارة مخزون أو تلف منتجات ⇒ عرض خاطئ جوهري.
شركة عندها عقد مهم مع عميل رئيسي يوفر إيرادات كبيرة، لكنها لم تُوضح هذا العقد في الإفصاحات المالية ⇒ حذف جوهري.
تسجيل أصول بقيمة أعلى من قيمتها الحقيقية بهدف زيادة صافي الأصول ⇒ عرض خاطئ جوهري.

كل هذه الأمثلة بتوضح إن أي حذف أو عرض خاطئ للبيانات الجوهرية له تأثير مباشر على اتخاذ القرارات المالية من قبل المستثمرين والمستخدمين الآخرين للقوائم المالية.

🎯 الخلاصة المبسطة

السياسة المحاسبية: أسلوب ثابت تتبعه الشركة لتسجيل وعرض العمليات المالية في القوائم، مثل استخدام طريقة FIFO لتقييم المخزون.
التقدير المحاسبي: أرقام متغيرة تتعدل بناءً على معلومات جديدة، مثل تغيير العمر الإنتاجي لأصل بعد مراجعة البيانات.
الأخطاء السابقة: أخطاء حصلت في الفترات الماضية ويجب تصحيحها، مثل نسيان فاتورة أو خطأ حسابي في الإهلاك.
الحذف أو العرض الخاطئ الجوهري: أي نقص أو خطأ في عرض البيانات يؤثر على قرارات المستثمرين، ويجب معالجته والإفصاح عنه بشكل واضح.